رد: المناخ وأثره على محاصيل الفاكهة في محافظتي مطروح وأسيوط
[align=justify]الخاتمـــــــــــة
في ضوء التحليل العلمي لواقع المناخ في منطقتي الدراسة ( محافظتي مطروح وأسيوط ) وآثار عناصره المختلفة على أشجار الفاكهة في المنطقة خرج الطالب بالنتائج والتوصيات التالية:
أولاً: النتائج.
نلاحظ أن الصورة المناخية لإقليم منطقتي الدراسة في ( محافظتي مطروح وأسيوط ) تتأثر بعدد من العوامل الجغرافية والمناخية أهمها, الموقع الفلكي والجغرافي, والقرب أو البعد من المسطحات المائية, حيث أن قرب النطاق المزروع في محافظة مطروح من البحر المتوسط أكسبه الكثير من ملامح مناخ إقليم البحر المتوسط المناخي, بينما كان بعد أسيوط عن المؤثرات البحرية سبباً في إكسابها ملامح المناخ الصحراوي, كما يتأثر مناخ منطقتي الدراسة بعوامل أخرى مثل التضاريس والمنخفضات الجوية والجبهات الهوائية.
اتضح من تطبيق تصنيف كبن المناخي أن منطقتي الدراسة يتمثل بها نوعى المناخ شبه الجاف الحار الممطر شتاء ( Bshs ), ويتمثل ذلك في الأطراف الشمالية من منطقتي الدراسة ( سواحل مطروح ) حتى دائرة عرض 40َ 30o, والمناخ الجاف الصحراوي الحار ( Bwhs ) في باقي منطقتي الدراسة ( إلى الجنوب من دائرة عرض40 َ 30o أي أن جل منطقتي الدراسة يخضع للمؤثرات الصحراوية على مدار السنة.
أن المناخ بعناصره المختلفة ( إشعاع شمسي – حرارة – رياح – مطر ) تعتبر أكثر العوامل البيئية تأثيراً في محاصيل الفاكهة بمنطقة الدراسة.
يتميز الإشعاع الشمسي في منطقتي الدراسة بالاعتدال ( من حيث مدة السطوع – وكمية الإشعاع ) كما لاحظ الطالب قلة التباين بين شمال وجنوب منطقة الدراسة, فالفارق السنوي في عدد ساعات السطوع الشمسي بين أقصى شمال منطقتي الدراسة وأقصى جنوبها لا يتجاوز ساعة ونصف الساعة, حيث بلغ المتوسط السنوي في أقصى شمال منطقتي الدراسة ( 9 ساعة / يوم ) بينما بلغ في جنوبها (10.5 ساعة / يوم) وبلغت كمية الإشعاع الشمسي في أقصى شمال منطقتي الدراسة ( 19.5 ميجا جول / م2 / يوم ) في حين بلغ المعدل السنوي لكمية الإشعاع الشمسي في جنوب المنطقة ( 22 ميجا جول / م2 / يوم ) وهذه المعدلات المتوسطة تفيد كثيراً في نمو وإثمار أشجار الفاكهة.
تبين من الدراسة أن درجات الحرارة تعتبر أهم العناصر المناخية وأكثرها أثراً على نمو وإثمار أشجار الفاكهة, فعلى أساسها يتحدد نوع النبات المزروع ومدى نجاح زراعته.
كما أظهرت الدراسة أن فصل الصيف هو أشد فصول السنة حرارة في شمال وجنوب منطقة الدراسة, وإن كانت درجة الحرارة ترتفع تدريجياً كلما اتجهنا جنوباً, بينما يلطف البحر المتوسط من حرارة الأجزاء الساحلية من منطقة الدراسة, أما فصل الشتاء فهو اقل فصول السنة من حيث درجات الحرارة, حيث تصل الحرارة العظمى والصغرى واليومية إلى أدنى معدلاتها في هذا الفصل.
أن المدى الحراري من المؤشرات التي يعتمد عليها في معرفة قارية المناخ في المكان أو بحريته, وقد اتضح من الدراسة أن المدى الحراري السنوي يقل بالنطاق الساحلي من منطقتي الدراسة بينما يزداد كثيراً في الأجزاء الوسطى والجنوبية, مما يدل على قارية مناخ تلك النطاقات من منطقة الدراسة.
أن الرياح السائدة prevailing wind على منطقتي الدراسة طول العام هي الرياح الشمالية والشمالية الغربية, فقد وصلت نسبه تركزها السنوية ( 59% ) في محطة المنيا, ووصلت إلى ( 25.1% ) في محطة مرسى مطروح, وقد أوضحت الدراسة أن للرياح آثار كبيرة على زراعات الفاكهة في منطقة الدراسة, فرياح الخماسين المحلية التي تهب على منطقتي الدراسة في فصل الربيع تؤثر سلباً على نمو النباتات, حيث تزيد من الفقد المائي للنبات والتربة, كما تؤدى إلى تمزيق أوراق النبات كما هو الحال في نبات الموز في أسيوط, وتقلل من كفاءة عملية البناء الضوئي.
أوضحت الدراسة أن الرطوبة النسبية ترتفع بوجه عام في شمال منطقتي الدراسة وتقل كلما اتجهنا جنوبا, وأن قلة الرطوبة النسبية أو زيادتها عن الوضع المثالي للنبات يوثر سلباً على نموه وإثماره, فزيادتها عن الحد المثالي يؤدى إلى احتمال ذبول النبات, في حين أن قلة الرطوبة النسبية عن الحد الأدنى يؤدى إلى سقوط الأزهار والثمار وزيادة عملية النتح وفقد النبات للماء.
على العكس من الرطوبة النسبية تماماً يكون وضع التبخر في منطقة الدراسة, حيث ترتفع معدلاته في جنوب منطقتي الدراسة وتقل كلما اتجهنا شمالاً وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة في جنوب المنطقة ووسطها وانخفاض الرطوبة النسبية بهما, ويؤثر التبخر بشكل أساسي في زيادة المقننات المائية للفدان لتعويض الفاقد نتيجة للتبخر.
يعتبر المطر عنصراً مهماً للغاية في شمال منطقة الدراسة, بينما لا تمثل الأمطار في جنوبها أي أهمية تذكر, فالمتوسط السنوي بمحطات المنطقة الساحلية تتعدى 100 ملليمتر, وتقوم عليها الزراعة البعليه ( المطرية ) حيث يتحدد على أساس الكمية الساقطة المساحة المنزرعة وطول الموسم الزراعي.
تحتل محاصيل الفاكهة مكاناً هاماً في المركب المحصولي بمنطقتي الدراسة ( مطروح – أسيوط ), حيث تمثل نحو 35.3% من المركب المحصولي في محافظة مطروح, وتمثل 7.1% من المركب المحصولي في محافظة أسيوط سنة 2004م, وتتمثل بالمحافظتين غالبية أنواع الفاكهة وإن تخصصت كل منهما في زراعة أنواع بعينها حسب الظروف المناخية لكل منهما.
زادت مساحة أراضى الفاكهة زيادة كبيرة في الآونة الأخيرة في محافظة مطروح, فبينما بلغت 33530 فدان عام 1987م, بلغت في عام 2000م نحو 90700 فدان, وفى عام 2003م وصلت إلى 97006 فدان, ثم بلغت في عام 2004م نحو 98123, بينما كان التطور بطيئاً في محافظة أسيوط, فبينما بلغت مساحة الفاكهة بها عام 1987م نحو 20785 فدان, بلغت عام 2003م نحو 23260 فدان, ثم 25479 فدان عام 2004م.
أظهر التغير في المركب المحصولي للفاكهة بمحافظة مطروح قدراً كبيراً من الثبات خلال الفترة ( 1987 – 2004 ) حيث حافظت المحاصيل الثلاثة الأولى على ترتيبها في المركب المحصولي للمحافظة وهى بالترتيب ( التين – الزيتون – البلح ), وكذلك أظهر التغير في المركب المحصولي بمحافظة أسيوط قدراً كبيراً من الثبات, حيث حافظت المحاصيل الأولى على مكانتها بين محاصيل الفاكهة بالمحافظة وهى بالترتيب ( البرتقال – اليوسفي – الرمان – العنب ).
أما عن التوزيع الجغرافي للفاكهة بمنطقة الدراسة, فتعتبر الموالح أكثر المحاصيل انتشاراً في أسيوط, بينما تكاد تنعدم زراعتها في مطروح, وأهم مناطق تركزها في أسيوط هي مركز ساحل سليم, والبدارى, والفتح.
أما نخيل البلح فهو ذو أهمية اقتصادية كبيرة في محافظة مطروح, وخاصة في مركز سيوة الذي يستأثر بنحو 84.5% من المساحة المنزرعة به في مطروح عام 2004, أما توزيعه الجغرافي في أسيوط فيتركز في مركز الفتح 90.9%.
يتسم التوزيع الجغرافي لمحصول العنب في محافظة مطروح بالتركز الشديد حيث يزرع بمركز سيدي برانى نحو 66.8% من مساحته بالمحافظة عام 2004, يليه مركز مرسى مطروح, وعلى العكس من محافظة مطروح يتسم التوزيع الجغرافي للعنب في أسيوط بالانتشار في غالبية مراكز المحافظة ويأتي مركز الفتح في المركز الأول ثم يليه مركز القوصية.
يعتبر محصول التين أكبر المحاصيل تمثيلاً في محافظة مطروح, بل هو أكبر المحاصيل مساحة في كل منطقة الدراسة, حيث تبلغ مساحته في مطروح 67455 فدان عام 2004 ويأتي مركز مرسى مطروح كأول المراكز زراعة للتين 26937 فدان, بينما تبلغ مساحته في أسيوط 132 فدان, وهى نسبه ضئيلة جداً, يستأثر مركز الفتح بنحو 90.5% منها.
وتعتبر محافظة مطروح من محافظات الصدارة في زراعة الزيتون, حيث يزرع بها 19466 فدان عام 2004, بينما تبلغ مساحته في محافظة أسيوط 1400 فدان في نفس العام.
أما بالنسبة للتوزيع الجغرافي لفاكهة المنطقة المعتدلة الباردة ( التفاح والكمثرى والمشمش والبرقوق والخوخ ) في منطقتي الدراسة, فهو ضئيل للغاية لعدم ملاءمة الظروف الطبيعية لزراعة هذه المحاصيل, أما المحاصيل المدارية ( الموز والمانجو ) فتكاد ينعدم تمثيلها في محافظة مطروح, أما في محافظة أسيوط فتبلغ مساحتها نحو 2236 فدان من المانجو, 2229 فدان من الموز.
ومن المحاصيل المدارية أيضاً الرمان, وتمثيله ضعيف في محافظة مطروح 34 فدان, بينما بلغت مساحته في محافظة أسيوط نحو 3048 فدان, يستأثر مركز البدارى وحدة على 33.1% من هذه المساحة.
يبلغ إنتاج محاصيل الفاكهة بمحافظة مطروح نحو 2.4% من إجمالي إنتاج الجمهورية سنة 2004م, مقارنة بالمساحة المثمرة للفاكهة بها والبالغة 8% من إجمالي السماحة المثمرة بالجمهورية, ويأتي التين كأكبر المحاصيل من حيث كمية الإنتاج بالمحافظة 119549 طن, وهو ما يمثل 67.9% من حجم الإنتاج بالمحافظة عام 2004م, ويليه نخيل البلح ثم الزيتون, أما إجمالي إنتاج الفاكهة في أسيوط فقد بلغ 178310 طن, وهو ما يمثل 2.5% من إجمالي إنتاج الجمهورية من الفاكهة, بينما وصلت المساحة المثمرة بها 2.1% من المساحة المثمرة بالجمهورية, ويمثل البرتقال المحصول الأول من حيث حجم الإنتاج 31.3% يليه الموز ثم العنب.
يزرع بمنطقتي الدراسة أنواع مختلفة من شجيرات التين أهمها التين السلطاني والكمثرى العدسى الأبيض والأحمر والتين العبودى والكهرماني وأبيض جنوا وبيرجوس.
تنمو شجيرات التين في جميع أنواع التربات وتلاءمها كثيراً تربه مطروح الجيرية وتعتمد زراعات التين في مطروح على الري المطري, إلا أن المزارعين يحتاجون إلى الري التكميلي وخاصة في السنوات الشحيحة الأمطار, أما أسيوط فتعتمد زراعات التين بها على مياه نهر النيل, وتبدأ الشجرة في إعطاء الثمار في السنة الثالثة أو الرابعة بعد زراعتها في الأراضي المستديمة, ويتراوح محصول الشجرة ما بين 15 – 20 كجم.
واتضح من الدراسة أن المناخ يعتبر من أهم العوامل البيئية المؤثره في إصابة شجيرات التين بالعديد من الأمراض سواء كانت حشرية أو فطرية, فأمراض ذبابه ثمار الفاكهة والعنكبوت الأحمر ودودة أوراق التين تنشط في ظل توافر الظروف المناخية ( حرارة – رطوبة ) اللازمة لقيامها بدورة حياتها.
تعرضت منطقتي الدراسة لهجمات أسراب الجراد الصحراوي في نوفمبر 2004 ( فترة انتهاء موسم إثمار التين ) ويعود ذلك إلى أن الرياح السطحية تحولت خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر من رياح جنوبية غربية إلى رياح جنوبية مصاحبه لمنخفض جوى أثر على القطاع الغربي ممتدا إلى الشمال, وقد توافق ذلك مع وجود منخفض السودان الموسمي الذي يمتد تأثيره حتى مصر الوسطى مع رطوبة نسبية في الجو, وقد ساعد كل ذلك على تغيير حركة الجراد لتأتى من الجنوب الغربي ( ليبيا ) متقدماً في اتجاه المنطقة الغربية لمصر وحتى الأجزاء الشمالية الغربية منها ( ساحل مطروح ) أما النطاق الجنوبي من المنطقة ( أسيوط ) فلم يتعرض لتلك الهجمة وإن كان تعرض لهجمات أخرى في فصل الشتاء.
تزداد إصابة شجيرات التين بالعديد من أنواع الأمراض الفطرية مثل صدأ التين وتفحم ثمار التين بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية بينما تقل الإصابة بمثل هذا النوع من الأمراض في جنوب منطقتي الدراسة بسبب انخفاض معدلات الرطوبة النسبية.
تعتبر موجات الحر الربيعية ( الخماسينية ) والصيفية, من أكثر الأخطار المناخية ضررا بأشجار التين, حيث أن ارتفاع درجة الحرارة أكثر من اللازم في وقت الإثمار والنضج يؤدى إلى إنتاج ثمار رديئة لا قيمة لها, كما يحدث تغيرات في البروتوبلازم تؤثر على حياة الشجرة وخاصة الطرفيات الغضة وحديثة النمو, بل واحتراق الأوراق في بعض الأحيان وذبول عام يصيب الشجرة, ويعتبر نطاق شمال منطقتي الدراسة أقل تعرضاً للموجات الحارة مقارنة بالنطاق الأوسط والجنوبي, حيث بلغ إجمالي عدد الأيام الحارة ( أكثر من 40oم ) به نحو ( 12.8 يوم/سنة ) في مقابل ( 19.5 يوم/سنة ) للنطاق الأوسط, ( 20.8 يوم/سنة ) للنطاق الجنوبي.
وأوضحت الدراسة أن خطر الصقيع غير ذي قيمة في منطقتي الدراسة, وذلك لندرة حدوثه وخاصة في شمال منطقتي الدراسة التي تستأثر بمعظم المساحة المنزرعة بالتين, كما أن الصقيع إذا حل بالمنطقة وخاصة الأجزاء الجنوبية والوسطى منها فإنه يأتي في فترة توقف النمو التي تعيشها شجيرات التين والمعروفة علمياً بطور الراحة, حيث بينت الدراسة أن إجمالي أيام الصقيع ( التي تقل فيها درجة الحرارة عن 7.5oم ) في شمال منطقتي الدراسة ( 18.7 يوم / سنة ) وفى سيوة بلغت ( 39.8 يوم/سنة ), في أسيوط ( 34.5 يوم/ سنة ).
تبين للطالب أن شمال منطقتي الدراسة ( سواحل مطروح ) ملاءمة من حيث احتياجات شجيرات التين من الإشعاع الشمسي, حيث تحتاج إلى كميات معتدلة من الإشعاع الشمسي, وهذا ما أكدته معادلة معامل الارتباط بين إنتاجية الفدان من التين وكمية الإشعاع في محطة مرسى مطروح, حيث كانت العلاقة بينهما طردية متوسطة 0.444, بمستوي ثقة يصل لأكثر من 85%, بينما كانت العلاقة بين نفس العاملين في أسيوط عكسية قوية -0.633, وبمستوي ثقة يصل لأكثر من 95%.
وأظهرت الدراسة أن هناك تأثيراً سلبياً وأن كان ضعيفاً لدرجة حرارة التربة على عمق 20سنتيمتر, فكانت العلاقة بينها وبين إنتاجية الفدان في شمال منطقتي الدراسة -0.243 ومستوي ثقة يرفض قيام علاقة ارتباطيه حقيقية بين العاملين, كما كانت العلاقة بينهما في جنوب منطقتي الدراسة -0.266, وبمستوي ثقة يتعدي 75%.
تعتبر درجه حرارة الهواء من أكثر عناصر المناخ تأثيراً في شجيرات التين, وقد أظهرت الدراسة ملاءمة شمال منطقتي الدراسة حرارياً لنمو هذا المحصول, فمتوسط الأيام التي تزيد عن الدرجة الحدية العليا لنمو التين لم يتجاوز ( 45 ) يوماً, كما أن الوحدات الحرارية المكتسبة في محطات شمال منطقتي الدراسة مثالية لنمو هذا المحصول الذي يتطلب وحدات تتراوح ما بين ( 2760 – 3315 ) وحدة حرارية, فقد كانت الوحدات المتراكمة في السلوم 2973.2 وفى سيدي برانى 2719.3 وفى مرسى مطروح 2707.2 وحدة حرارية, بينما تزيد في أسيوط إلى 3761.8 وحدة حرارية وفى المنيا إلى 3477 وفى سوهاج 3992.1 وحدة حرارية, وقد أثبت التحليل الرياضي للعلاقة بين إنتاجية الفدان من التين ودرجة الحرارة العظمى في شمال منطقتي الدراسة أن العلاقة بينهما طردية متوسطة 0.424, وبمستوي ثقة يزيد عن 85%, بينما كانت العلاقة بين نفس العاملين عكسية قوية في جنوب منطقتي الدراسة -0.830, وبمستوي ثقة وصل إلى 97.5%, أما العلاقة بين إنتاجية الفدان ودرجة الحرارة الصغرى فكانت طردية ضعيفة في شمال وجنوب منطقة الدراسة.
تمر أشجار التين بطور راحة في فصل الشتاء تحتاج للخروج منة إلى نحو ( 100 – 300 ) ساعة باردة تكون فيها درجة الحرارة 7.2oم ومن الدراسة اتضح أن منطقتي الدراسة تتوافر بها احتياجات البرودة اللازمة للخروج من طور الراحة.
يعتبر عنصر الرطوبة النسبية ثاني أكبر العناصر أثراً في نمو وإثمار أشجار التين, حيث يحتاج هذا المحصول إلى رطوبة نسبية عالية ( 60 – 70% ), حيث أن نقص الرطوبة يؤدى إلى احتمال ذبول النبات في حال حدوث اختلال في التوازن المائي داخلة, كما تؤدى إلى سقوط أزهار الشجرة وبعض الثمار حديثة العقد, وكانت العلاقة الارتباطية بين الرطوبة النسبية وإنتاجية الفدان طردية متوسطة 0.415, 0.402 لشمال وجنوب منطقتي الدراسة على التوالي ومستويات ثقة 85% لكل من النطاقين.
الرياح في منطقتي الدراسة بصفة عامة معتدلة وتناسب نمو وإزهار وإثمار أشجار التين, وقد أكد هذه الحقيقة العلاقة الارتباطية بين إنتاجية الفدان وسرعة الرياح في شمال وجنوب منطقتي الدراسة حيث كانت العلاقة الارتباطية بينهما في شمال منطقتي الدراسة 0.355, ومستوى ثقة 80%, بينما كانت في جنوب منطقتي الدراسة 0.539, ومستوى ثقة يتعدى90%, وتتأثر زراعات التين في مطروح بكمية المطر, حيث يعتمد أكثر من 80% من المساحة المزروعة في هذا النطاق على الزراعة المطرية.
وخلص الطالب بأن النطاق الشمالي من منطقتي الدراسة هو أنسب نطاقات منطقتي الدراسة لزراعة شجيرات التين والتوسع فيها, حيث يعتبر مثالياً من الناحية المناخية لزراعة هذا المحصول, حيث تتوافر به وحدات حرارية متراكمة في فصل النمو لا تقل عن 2700 وحدة حرارية ولا تزيد عن 3000 وحدة حرارية, كما ترتفع به الرطوبة النسبية ( 60 – 70% ), كما تنتشر به التربة الجيرية, لذا يزرع بهذا النطاق وحدة نحو 99.7% من المساحة المزروعة بالتين في منطقة الدراسة.
يزرع بمنطقتي الدراسة أنواع مختلفة من نخيل البلح, حيث يزرع بها أصناف البلح نصف الجاف مثل السيوى والعزاوى والفريجى, كما يزرع بها أصناف البلح الجاف مثل السكوتى والبرتمودة والملكابى والدجنة.
تعتبر التربة الطينية قليلة الملوحة مثالية لزراعات نخيل البلح, ومع ذلك فأشجار النخيل لها القدرة على النمو والإثمار التجاري في أنواع عديدة من التربات سواء الرملية أو الطينية أو الجيرية, كما أنها أكثر أشجار الفاكهة تحملاً للجفاف والملوحة.
يتدخل المناخ في إصابة زراعات النخيل بالعديد من أنواع الأمراض الحشرية مثل دودة البلح الصغرى والكبرى والجراد الصحراوي وعنكبوت النخيل القرمزي, ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة النسبية اللتان تمثلان بيئة ملاءمة لتكاثر هذه الحشرات.
تمثل الكثبان الرملية خطراً داهماً يحدق بواحة سيوة التي تحيطها الكثبان الرملية من الشمال والجنوب والغرب, لذا يجب اتخاذ التدابير اللازمة والوسائل الممكنة لوقف الزحف الرملي على الواحة إنقاذاً للأراضي الزراعية بها, كما أن ارتفاع نسبه الملوحة بالتربة وخاصة شمال منطقتي الدراسة وواحة سيوة يمثل خطراً مناخياً غير مباشر يهدد الزراعة بصفة عامة بهذين النطاقين من منطقة الدراسة, ففي غرب واحة سيوة على سبيل المثال أدى ارتفاع نسبه الأملاح بها إلى ( 50 ملليموز ) إلى ترك الأرض مهملة وغير مستغلة لأنها أصبحت غير صالحة للإنتاج.
تحتاج أشجار نخيل البلح إلى كميات كبيرة من الإشعاع الشمسي, حيث ثبت أنة كلما ذادت كمية الإشعاع الشمسي التي يحصل عليها النبات كلما ذاد نموه, وقد بينت الدراسة أن هناك علاقة طردية قوية بين إنتاجية الشجرة من نخيل البلح وكمية الإشعاع الشمسي المتوافرة, حيث وصلت هذه العلاقة في سيوة إلى 0.767, ومعامل ثقة يبلغ 99%, ووصلت إلى 0.624, وبمستوي ثقة يبلغ 95% في أسيوط.
بينت الدراسة أن درجات حرارة التربة لها تأثير على نمو وإثمار أشجار نخيل البلح, إذ يؤدى انخفاض حرارتها إلى الصفر إلى توقف نمو الجذور, كما أن العلاقة الارتباطية بين إنتاجية النخلة ودرجة حرارة التربة كانت طردية قوية جداً في سيوة 0.849, ومستوي ثقة يبلغ 99.5%, وفى أسيوط كانت 0.858, وبمستوي ثقة يبلغ 99.75%.
أن درجة حرارة الهواء أهم عناصر المناخ المحددة لانتشار زراعات نخيل البلح الجافة, حيث تحدد الأنواع السائدة, فكلما قلت الحرارة واتجهنا ناحية شمال منطقتي الدراسة تختفي الأنواع نصف الجافة والجافة وتكون الظروف الحرارية مهيأة لزراعة الأنواع الرطبة فقط والعكس صحيح, كما أن درجة الحرارة يتوقف عليها استمرار نمو النخلة من عدمه حيث يستمر نموها طول السنة إذا لم تنخفض درجة الحرارة عن 10Oم, ومن التحليل الإحصائي للعلاقة بين إنتاجية شجرة نخيل البلح ودرجة الحرارة العظمى اتضح أن منطقة سيوة مثالية من حيث الحرارة العظمى لنمو أصناف البلح نصف الجاف, حيث كانت العلاقة الارتباطية بين العاملين طردية قوية جداً 0.909, ومعامل ثقة يبلغ 99.9%, في حين كانت منطقة أسيوط ( جنوب منطقتي الدراسة ) مثالية لزراعة الأصناف الجافة, حيث بلغت العلاقة بين نفس العاملين 0.676, وبمستوي ثقة يبلغ 97.5%, وكذلك العلاقة بين درجة الحرارة الصغرى وإنتاجية شجرة نخيل البلح كانت في سيوة وأسيوط طردية قوية أيضاً 0.791, 0.630 على التوالي, وبمستويات ثقة بلغت 99.9%, 90%, على التوالي, كذلك بالنسبة للحرارة اليومية اقتربت من نفس النتيجة تقريباً.
كما أظهرت الدراسة علاقة قوية بين إنتاجية النخلة والرطوبة النسبية, حيث تعتبر ثاني أكثر العناصر, المناخية أثراً بعد درجات الحرارة, فالنطاق الشمالي من منطقتي الدراسة مهيأ لزراعة الأصناف الرطبة لارتفاع معدلات الرطوبة النسبية به, بينما لا يمكن زراعة هذه الأصناف في سيوة أو أسيوط لانخفاض الرطوبة النسبية بهما, كذلك لا يمكن زراعة الأصناف الجافة في النطاق الشمالي بمنطقتي الدراسة لاحتياج هذه الأصناف إلى رطوبة نسبية قليلة وهو ما لا يتوافر في شمال منطقتي الدراسة وقد أظهرت التحليلات الإحصائية علاقة عكسية قوية بين إنتاجية النخلة في سيوة وأسيوط وبين معدلات الرطوبة النسبية, حيث بلغت -0.883, -0.689على التوالي, وبمستويات ثقة تصل لأكثر من 99.9%, 98% علي التوالي, أي أن الزيادة في الرطوبة النسبية يقابلها نقص في عطاء الشجرة من البلح ( الجاف ونصف الجاف ) والعكس صحيح.
ومن الدراسة تبين أن الرياح تأثيرها سلبي ضعيف جداً على إنتاجية نخيل البلح, كما أن تطبيق معاملات الثقة يرفض قيام علاقات ارتباطيه حقيقية بين سرعة الرياح وإنتاجية نخيل البلح في شمال وجنوب منطقة الدراسة, وذلك لأن الرياح في المنطقة معتدلة ولا تسبب أضراراً بالنبات.
وقد خلص الطالب من الدراسة التحليلية للعلاقة بين عناصر المناخ ونخيل البلح إلى أن النطاق الشمالي من منطقتي الدراسة ( مراكز النجيلة – العلمين – مرسى مطروح – الضبعة – سيدي برانى – السلوم – الحمام ) تعتبر مثاليه لزراعة أصناف نخيل البلح الرطبة حيث تتوافر بها الاحتياجات المناخية لهذه الأصناف بشكل مثالي من الحرارة والرطوبة, وعلى الرغم من ذلك فالنطاق غير مستغل استغلالاً أمثل لزراعة مثل تلك الأصناف فزراعات النخيل به لا تجاوز 15.5% من المساحة المنزرعة بالنخيل في شمال محافظة مطروح.
أن منطقة سيوة تعتبر مثالية لزراعة أصناف النخيل نصف الجافة وذلك لتوافر الاحتياجات المناخية لهذه الأصناف بها بشكل مثالي وتستأثر هذه المنطقة بنحو 100% من الإناث المثمرة لنخيل البلح نصف الجاف بمنطقة الدراسة.
أن منطقة أسيوط تعتبر مثالية لزراعة أصناف النخيل الجافة وذلك لتوافر الظروف المناخية الملاءمة لنموها ويزرع بهذا النطاق 100% من الإناث المثمرة الجافة بمنطقة الدراسة.
يعتبر محصول العنب ثاني أكبر محاصيل الفاكهة في محافظة أسيوط ورابعها في محافظة مطروح, ويزرع بمنطقتي الدراسة أنواع مختلفة من العنب منها صنف مطروح أسود, ايرلى سوبيريور, سوبيريور, البناتى, الرومي الأحمر, الفيومي.
اتضح من الدراسة أن ارتفاع الحرارة والرطوبة النسبية يؤدى على انتشار الأمراض الحشرية التي تصيب العنب مثل دودة ورق العنب وأكاروس العنب والمن وحفار ساق العنب ودودة ثمار العنب.
وتعتبر رياح الخماسين من أكثر الأخطار المناخية التي تضر كثيرا بأشجار العنب والتي تتعرض لها بصفة خاصة الأجزاء الشمالية الغربية من منطقة الدراسة.
تحتاج شجيرات العنب إلى معدلات مرتفعة من الإشعاع الشمسي في موسم النمو تتراوح بين ( 22 – 26 ميجا جول / م2 / يوم ) حيث أن ذلك يزيد من عملية التمثيل الضوئي ويضمن نضج المحصول وتحسين نوعيته, وكانت العلاقة الارتباطية بين إنتاجية الفدان من العنب وكمية الإشعاع طردية متوسطة في مرسى مطروح 0.425, ومعامل ثقة يبلغ 80%, وعلاقة سلبية ضعيفة جداً في أسيوط -0.049, ومستوي ثقة يرفض وجود علاقة ارتباطيه بين العاملين, وبتطبيق الدليل الحرضوئى على منطقتي الدراسة اتضح أن نطاقات منطقتي الدراسة يلاءمها زراعة الأصناف المتأخرة النضج.
كما أوضحت الدراسة أن هناك علاقة ارتباطيه ضعيفة بين إنتاجية الفدان من العنب ودرجة حرارة التربة ففي مرسى مطروح بلغت 0.179, , ومستوي ثقة يرفض وجود علاقة ارتباطيه بين العاملين وفى أسيوط كانت عكسية ضعيفة بلغت -0.160, ومستوي ثقة أيضاً يرفض وجود علاقة ارتباطيه بين العاملين.
وما زالت درجة حرارة الهواء تلعب دورا حيويا في نمو وإثمار أشجار الفاكهة, فهي تعتبر أيضا العنصر ذو الأثر الأكبر في نمو وإثمار العنب في منطقة الدراسة, فلكل مرحلة من مراحل النمو ( تكشف البراعم – نمو الأفرع – التزهير – نمو ونضج الثمار ) درجات حرارة مثلى إذا ما توافرت تحقق النمو المثالي لشجيرات العنب, واتضح من الدراسة أن النطاق الشمالي تقل به عدد الأيام التي قلت عن 1.5oم وزادت عن 30oم مقارنة بسيوة, كما تتوافر به وحدات حرارية متراكمة تقترب كثيرا من الاحتياجات المثالية لشجيرات العنب, ومن التحليل الإحصائي للعلاقة بين إنتاجية الفدان ودرجات الحرارة العظمى أظهرت النتائج أن العلاقة بينهما طردية ضعيفة في مطروح وأسيوط 0.352, 0.376على التوالي, وبمستوي ثقة يبلغ أكثر من 80% لكل منهما على التوالي, أما العلاقة بين إنتاجية الفدان ودرجات الحرارة الصغرى فكانت طردية متوسطة في مرسى مطروح 0.576, ومستوي ثقة يبلغ 90%, وكانت العلاقة طردية ضعيفة جداً في أسيوط 0.024, ومستوي ثقة يرفض وجود علاقة بين المتغيرين, أما درجة الحرارة اليومية وعلاقتها بإنتاجية الفدان من العنب فتراوحت بين الطردية المتوسطة في مرسى مطروح والطردية الضعيفة في أسيوط, ومستويات ثقة يبلغ 90% في مرسى مطروح, ومستوي ثقة يرفض قيام علاقة بين العاملين في أسيوط.
تحتاج شجيرات العنب إلى رطوبة نسبية متوسطة وأن ارتفاعها صيفاً يؤدى إلى إصابة العنب بالفطريات, كما يؤدى إلى تساقط الأزهار, وكانت العلاقة الارتباطية بين إنتاجية الفدان والرطوبة النسبية في شمال منطقتي الدراسة ( مرسى مطروح ) وطردية ضعيفة جداً, ومستوى ثقة يرفض وجود علاقة ارتباطيه بين العاملين, أما جنوب منطقتي الدراسة فكانت طردية ضعيفة 0.335, ومستوي ثقة يبلغ 80%, وكذلك الحال بالنسبة للرياح فهي ذات تأثير طردي ضعيف جداً على إنتاجية الفدان في شمال منطقة الدراسة, وأن كان سلبياً في جنوبها -0.368, وبمستوى ثقة يبلغ 80%,
وأظهرت الدراسة أن الأمطار من عناصر المناخ المهمة في شمال منطقتي الدراسة فقط, حيث تعتبر كاحتياطي مائي بالتربة يستعمل في الربيع والصيف, وبتطبيق الدليل الحرمائى Hydrothermic index يتضح أن كل نطاقات منطقتي الدراسة تحتاج إلى الري التكميلي حتى شمالها, وبتطبيق الدليل المناخي الحيوي Bioclimatic index على محطات منطقتي الدراسة دلت نتائج تطبيق الدليل أن منطقتي الدراسة بعيدة كل البعد عن الزراعة الحيوية القائمة على المطر لمحصول العنب.
وقد خلص الطالب إلى أن النطاق الشمالي من منطقتي الدراسة يعتبر مثاليًا لزراعات العنب, حيث تتوافر به الاحتياجات المناخية لهذا المحصول, ويزرع بهذا النطاق وحدة نحو 26.2% من المساحة المزروعة بالعنب في منطقة الدراسة, أما النطاق الثاني فهو نطاق الخصائص المناخية المتوسطة من حيث الملاءمة لزراعة العنب, ويمثل هذا النطاق واحة سيوة ومحافظة أسيوط, ويزرع به نحو 53.8% من المساحة المزروعة بالعنب في منطقة الدراسة.
[/align]