رد: مرض السرطان في محافظة الغربية دراسة في الجغرافيا الطبية
مقدمة :
الجغرافيا الطبية موضوع فرعيsub - field في الجغرافيا لم تحظ دراستها بالاهتمام من قِبل الباحثين في مصر والعالم العربي إلا في العقدين الماضيين، في الوقت التي كانت قد ثبتت موقعها بين موضوعات البحث الجغرافي في جامعات الدول المتقدمة وذلك بفضل جهود الكثير من أبنائها المهتمين بتطوير مناهجها واتجاهاتها، ومن ثم فهي مازالت بحاجة إلى العمل الكثير وبخاصة في الدول النامية التي هي في أمسّ الحاجة إليها حتى يمكن خدمة مجتمعاتها البشرية .
ويمكن تقسيم مداخل الجغرافيا الطبية إلى قسمين كبيرين ا- مدخل ايكولوجية المرض ب- مدخل الرعاية الصحية، ويشمل القسم الأول العلاقة بين مختلف الأمراض والبيئة المناسبة التي تعمل أو تساعد على وجودها وانتشارها، والبيئة هنا ليست البيئة الطبيعية فقط physical ولكن أيضا البيئة الاجتماعية والحضارية (الثقافية) social & cultural ( ).
وبالنسبة للمدخل الثاني من الجغرافيا الطبية وهو الرعاية الصحية medical care approach فيهتم بدراسة مستويات هذه الرعاية على مستويات مختلفة عالمية وقومية ومحلية، والتباينات القائمة بينها، وأسباب ذلك، ومدى تأثير مستوي الرعاية الصحية في إعاقة أو نمو قطاعات أخرى في الدولة كالنواحي الاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك، وعلاقة الرعاية الصحية بمستويات التغذية الموجودة .
أسباب اختيار موضوع البحث ومنطقة الدراسة .
1) اختير هذا الموضوع باعتباره أحد موضوعات الجغرافيا الحديثة ذات الصبغة التطبيقية والتي تسهم بجانب كبير في حل المشكلات الصحية التي يعاني منها السكان، ومن ثَمَّ المساهمة في عمليات التنمية والتخطيط في المجتمعات المعنية بصورة مباشرة .
2) تقدمت الأمراض السرطانية لتمثل ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية في الدول المتقدمة، حيث تسبب نحو 19٪ من الوفيات، وفي العديد من الدول النامية مع حدوث التحول الوبائي Epidemiological transition أصبحت تمثل رابع سبب للوفاة، وتسبب نحو 6٪ من الوفيات( )، ومن ثم حظيت هذه الأمراض باهتمام واسع من قبل الأوساط الطبية والاجتماعية في العالم، عندما أخذت في الانتشار بشكل يهدد العالم بقسميه المتقدم والنامي دون تمييز، علاوة على التكلفة الاقتصادية الباهظة للعناية بالمرضى خصوصا في المجتمعات الفقيرة التي لا تستطيع تقديم خدمات طبية متقدمة، فضلا عن تأثيراتها على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسكان، وكذا انعكاساتها على خطط التنمية المختلفة .
3) للعوامل البيئية مثل التلوث بأنواعه و الإساءة إلى البيئة، والتدخين، والمشروبات الكحولية، والعدوى ببعض الفيروسات، وبعض الممارسات الطبية (كاستخدام أنواع معينة من الأدوية)، والتعرض المهني والصناعي، والغذاء والجنوح نحو استهلاك الآكلات السريعة والأغذية الصناعية المضاف إليها مواد كيماوية هي أهم العوامل المسببة لمعظم أنواع الأمراض السرطانية (فهذه العوامل هي المسئولة عن 80 - 90٪ من السرطانات)( ).
4) تتعدد مواضع sites الإصابة بالسرطان في الإنسان، ومن ثَمَّ فهي مجال خِصبٌ للدراسة والربط بينها وبين مكونات كل من البيئة الطبيعية والبشرية.
5) ما لاحظته الطالبة من تحول سريع في السلوك الغذائي diet behavior للسكان في منطقة الدراسة، بما يزيد من احتمالات التعرض لمسببات المرض.
6) تُعد محافظة الغربية إحدى محافظات مصر التي تتسم بسمات جغرافية وتنوع في العادات الاجتماعية والسلوكية والثقافية تميزها عن باقي محافظات مصر، وقد أرادت الطالبة أن تتعرف على اثر ذلك في ظهور نمط معين من الأمراض السرطانية - خاصة وأن المنطقة يتوافر بها سجل سرطاني للسكان تم إنشاؤه عام 1998-، والتي تساعد دراستها في إعطاء مؤشرات صحيحة لنوع البرامج والاستراتيجيات المطلوبة لمكافحة السرطان والتحكم فيه مما يوفر الجهد والمال، هذا بالإضافة إلى أن هذا الموضوع لم يدرس من قبل في المنطقة.
7) رغبة الطالبة في استكمال ما بدأته في مرحلة الماجستير بتطبيق بعض ما جاء في دراسات الجغرافيا الطبية في البيئة المحيطة بها كمساهمة منها في تثبيت موقع الجغرافيا الطبية بين فروع الجغرافيا في المنطقة العربية.
مشكلة البحث .
تنحصر مشكلة البحث في محاولة التعرف على:
1) الأسباب الجغرافية الأساسية وراء ظهور الأمراض السرطانية في منطقة الدراسة.
2) أكثر أنواع هذه الأمراض انتشاراً، وأين يتركز انتشارها، ولماذا.
3) مَنْ هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض الإناث أم الذكور، مما يطلق عليهم في الجغرافيا الطبية الأكثر عرضة للخطر population at risk .
4) وجه التشابه والاختلاف بين نمط الإصابة بالأورام السرطانية في منطقة الدراسة وغيرها من أقاليم مصر، وأقاليم العالم.
5) الآثار الاجتماعية و النفسية والاقتصادية الناجمة عن هذه الأمراض.
6) وسائل العلاج وتشخيص هذه الأمراض بالمنطقة ومدى استيعابها للمرضى.
7) مدى استجابة الهيئات الصحية للنمو المطرد في الأورام السرطانية.
و يسعى البحث لتحقيق عدد من الأهداف أهمها :
1) معرفة أنواع الأمراض السرطانية السائدة بمنطقة الدراسة وعلاقتها بتوزيع السكان، وما يرتبط بها من خصائص ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وتحديد أكثر هذه الأورام انتشارا.
2) إبراز دور العوامل البيئية بمعناها الواسع ذات العلاقة المؤثرة في انتشار هذه الأمراض لتحديد أكثر المناطق تأثراً بها وذلك بهدف محاولة الحد من تأثيرها على صحة السكان بالمنطقة.
3) التعرف على النمط المكاني للسرطان في محافظة الغربية ومقارنته بأقاليم محلية وعالمية أخرى ودراسة معدلات الإصابة ومقارنتها بدراسات عالمية وذلك في حدود المادة الإحصائية المتاحة
4) التوصل إلى خريطة من عمل الطالبة لتوزيع تلك الأمراض بالمنطقة لكي تفيد أصحاب القرار في مجال التخطيط الصحي، وتمدهم برؤية واضحة عن المشكلات الصحية في المنطقة، ومن ثم توجيههم إلى البرامج المفيدة في هذا السياق .
5) تأكيد الطالبة على أن وضع إستراتيجية تتسم بالكفاءة في مكافحة السرطان لا تنفصل إطلاقاً عن الإستراتيجية العامة لمكافحة أمراض المنطقة وعن الخطة الشاملة للرعاية الصحية.
مناهج البحث وأساليب الدراسة .
تُدَرَّس الجغرافيا الطبية من خلال عدة مناهج ومداخل من أهمها ا- المدخل البيئي، ب- المدخل الارتباطي، ج- المدخل الكارتوجرافي، د- مدخل جغرافية الغذاء، هـ- مدخل الرعاية الصحية، و- المدخل الأنثوي feminism approach .
وقد اعتمدت الدراسة على التحليل الكميِّ للإحصاءات الطبية ( بيانات السجل السرطاني لسكان محافظة الغربية من (1999-2003))، التعدادات السكانية، الإحصاءات الحيوية المتوفرة، و استخدم الاستبيان والدراسة الميدانية لاستكمال البيانات الناقصة التي لا غنى عنها، كما استعانت الطالبة بأحد التقنيات الحديثة وهو نظام GIs الذي يفيد في التحليل الكمي والكارتوجرافيا من خلال برنامج (Arc GIs)، بالإضافة إلي بعض البرامج الإحصائية كـ SPSS, MINITAB, Excel.
الدراسات السابقة .
الدراسات الجغرافية السابقة في موضوع مرض السرطان في مصر والعالم العربي نادرة للغاية ولم تستطعْ الطالبة الحصول سوى على خمس دراسات هي على الترتيب:
دراسة " محمد مدحت جابر " التي نشرت عام 1988 بعنوان " مرض السرطان في دول الخليج العربية – دراسة في الجغرافيا الطبية "( )، وفي عام 1992 نشر بحث بعنوان " البيئة الجغرافية وعلاقتها بمرض السرطان في بعض الدول العربية – دراسة في الجغرافيا الطبية "( ) ، كما نشر عام 1994 بحثاً بعنوان "مرض السرطان لدى الأطفال – تحليل ديموجرافي جغرافي "( )، وفي عام 1995 نشرت دراسة " ليوسف أبو هايلة " بعنوان " التحليل الجيوطبي لمرض السرطان في قطاع غزة الفترة من (1990- 1994)"( )، ثم نشر " غانم سلطان أمان " عام 2001 دراسة بعنوان " مرض السرطان في دولة الكويت - دراسة تحليليه في الجغرافيا الطبية"( ).
أما عن الدراسات العالمية السابقة التي تناولت هذا الموضوع فهي عديدة، وقد تمكنت الطالبة من تتبع بعض هذه الدراسات كان من أهمها:
دراسة Dever عن "سرطان الدم في اتلانتا بولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية" عام 1972( )، دراسة Akhtar عن " جغرافية مرض السرطان في الهند " عام 1979 ( )، ودراسة Babin في نفس العام بعنوان " إقليم وفيات السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية "( ) ودراسة Armstrong عام 1980 عن " المظاهر الجغرافية لحدوث السرطان في جنوب شرق آسيا " ( )، ودراسة Minowa و آخرين عام 1981 بعنوان " التوزيع الجغرافي والعوامل البيئية لوفيات سرطان الرئة في اليابان "( )، دراسة Akhtar عام 1983 أيضاً في " علم السرطان الجغرافي في الهند ، مع إشارة خاصة لسرطان المعدة " ( )، دراسة Richard عام 1984 بعنوان "الأبعاد الزمنية لوفيات السرطان في شرق إنجلترا الجديدة في الفترة من 1950-1975"( )، ودراسة Lam عام 1986 بعنوان "الأنماط الجغرافية للوفيات بسبب السرطان في الصين"( )، وفي عام 1998 تناول Aktar بالدراسة "ايكولوجية مرض السرطان في منطقة كيرالا بالهند "( ) .
وهناك العديد من الدراسات غير الجغرافية التي تناولت هذا الموضوع استطاعت الطالبة الحصول على بعض منها سيرد ذكرها في قائمة المراجع، بالإضافة إلى العديد من الدراسات العربية والعالمية عن الجغرافيا الطبية بصفة عامة سيرد ذكرها أيضاً في قائمة المراجع .
أما فيما يتعلق بالدراسات السابقة التي تناولت موضوعات جغرافية بمنطقة الدراسة، فهي متعددة وقد أتاحت هذه الدراسات للطالبة فرصة التعرف على الجوانب الجغرافية المختلفة للمحافظة، والتي قد يكون لها علاقة ببعض أبعاد موضوع الدراسة، ومن أهم الدراسات التي تناولت منطقة الدراسة أو احد مراكزها:
دراسة "نوال محمد إسماعيل" بعنوان مدينة المحلة الكبرى - دراسة في جغرافية العمران ( )، دراسة "فتحي أبو عيانة" عن مركز طنطا - دراسة جغرافية( )، ودراسة "عبد المعطي شاهين" عن مراكز العمران بمركز سمنود( )، دراسة "علاء سيد احمد" بعنوان جغرافية القوى العاملة بمحافظة الغربية( )، ودراسة "عبد المعطي شاهين" عن استخدام الأرض في مركز المحلة الكبرى( )، دراسة "محمد مرعي" عن الغذاء في محافظة الغربية - دراسة في الجغرافيا التطبيقية( )، دراسة "ليلي شحاتة" عن مدينة كفر الزيات - دراسة في جغرافية المدن( )، دراسة " علاء المحمدي" عن النمو العمراني وأثره على تناقص الرقعة الزراعية - دراسة تطبيقية على نماذج بمحافظة الغربية ( )، دراسة محمود عويس عن مركز المحلة الكبرى - دراسة في جغرافية الصناعة( )، دراسة اشرف العبد عن التغيرات السكانية في مدينة المحلة الكبرى في الفترة من (1927- 1996)- دراسة في جغرافية السكان ( )، دراسة "احمد أبو زيد" عن شبكات البنية الأساسية في محافظة الغربية - دراسة جغرافية( )، دراسة "عبد الحميد الصباغ" عن النقل وأثره على النشاط الزراعي بمحافظة الغربية - دراسة في الجغرافيا الاقتصادية( )، دراسة "سحر الزيني" عن مركز المحلة الكبرى-دراسة في الجغرافيا الطبية( )، دراسة "فاطمة شعبان" عن المشكلات البيئية في محافظة الغربية - دراسة في الجغرافيا التطبيقية( )، دراسة "حسني عسكر" عن الجغرافيا الطبية لمحافظة الغربية( )، وأخيراً دراسة "هاجر عكاشة عن "الطاقة الكهربائية والتنمية في مدن محافظة الغربية "( ).
مراحل إعداد الدراسة:
مرت الدراسة بعدة مراحل يمكن إيجازها فيما يلي:
مرحلة العمل المكتبي:-
وتم خلالها الاطلاع على العديد من الكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه، والمراجع والدوريات العربية والأجنبية التي تختص بالجغرافيا الطبية بصفة عامة، وبمنطقة الدراسة وبمرض السرطان بصفة خاصة، وتم استخراج الأفكار والنتائج التي تفيد موضوع الدراسة.
مرحلة العمل الميداني:-
وقد بدأت هذه المرحلة بالزيارات الميدانية لبعض المستشفيات ومراكز علاج الأورام (داخل وخارج المحافظة)، والهيئات والوزارات والمصالح الحكومية التي تصدر بيانات تفيد في دراسة الموضوع، وكان أهمها الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة (مركز تسجيل السرطان بمعهد ناصر للأورام)، مركز أورام طنطا، مركز أورام المنصورة، مركز الأورام بالمستشفى الجامعي بمحافظة المنوفية، قسم الأورام بمستشفى العبور للتامين الصحي بمحافظة كفر الشيخ، قسم الإحصاء بالإدارة العامة لمستشفى طنطا الجامعي، مديرية الشئون الصحية بالغربية، مركز المعلومات بمحافظة الغربية، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مركز المعلومات بوزارة الصحة.
وانتهت هذه المرحلة باستكمال البيانات الناقصة للدراسة، وذلك عن طريق استمارة الاستبيان الخاصة بقياس وعي الجمهور بخطورة مرض السرطان وسلوك المرضى في البحث عن العلاج، فضلاً عن القيام بزيارات لمركز أورام طنطا، مركز صحة المرأة والاكتشاف المبكر، قسم الأورام ووحدة أورام الأطفال بمستشفى طنطا الجامعي، جمعية مرضى السرطان بالغربية، وتدوين بعض الملاحظات لمظاهر تلقي العلاج في منطقة الدراسة.
مرحلة المعالجة الإحصائية والكارتوجرافية :-
وبدأتها الطالبة بإنشاء قاعدة بيانات الدراسة عن طريق، إدخال خرائط طبوغرافية لمراكز المنطقة بمقياس رسم 1: 25000، وخريطة لأبار المياه الجوفية في المنطقة، إلى الحاسب الآلي باستخدام الماسح الضوئي Scanner ، ومن ثم تحويلها إلى خرائط رقمية باستخدام برنامج Arc GIs ، وربطها بالبيانات السكانية وبيانات الإصابة بمرض السرطان طبقاً لمواضع المرض ونوع المريض، والفئة العمرية، التي سبق للطالبة تخزينها في برنامج Excel ، ومن ثم أمكن للطالبة التحكم بها وإدارتها واستخلاص النتائج ورسم الخرائط، والاستعلام من قاعدة البيانات عن أي متغير باستخدام أسلوب Query المتوفر ببرامج نظم المعلومات الجغرافية، وإنشاء عدد من الجداول التجميعية التي وردت بمتن الرسالة.
ثم قامت الطالبة بجدولة البيانات وتطبيق العديد من المقاييس الكمية مثل حساب التقديرات السكانية لنواحي المحافظة باستخدام المعادلة الاسية، والتي استخدمت في حساب معدلات الإصابة، حساب معامل الارتباط، والانحدار المتدرج، ومعدلات الإعالة، دورة السرير، نسبة الإشغال، المركز الأوسط، المركز الأوسط الحجمي، وكذلك تقديرات السكان المستقبلية، كما قامت بتفريغ بيانات الاستبيان، مستعينة بالحاسب الآلي وبرنامج SPSS ، برنامج MINITAB، واستخرجت بعض الجداول التي أوضحت مدى وعي الجمهور بخطورة المرض، وسلوكهم في البحث عن علاج مرض السرطان، والتي وردت ضمن متن الرسالة.
وانتهت هذه المرحلة بعمل الرسوم البيانية والخرائط لجميع فصول البحث، وقد استعانت الطالبة ببرنامج Excel في عمل غالبية الرسوم البيانية.
مرحلة كتابة الرسالة:-
وتم خلالها تحليل الجداول الإحصائية والرسوم البيانية والخرائط، للوصول في النهاية إلى النتائج التي تم صياغتها في متن الرسالة.
محتويات الرسالة :
وقد جاءت الرسالة في خمسة فصول تسبقها مقدمة وتذيلها خاتمة، تناول الفصل الأول الكيان البيئي لمنطقة الدراسة، من حيث المظاهر المورفولوجية، والظروف المتيورولوجية والهيدرولوجية، والبيئة البشرية والثقافية، وعلاقتها بظهور مرض السرطان في المنطقة.
أما الفصل الثاني فقد اهتم بدراسة النمط المكاني للسرطان في منطقة الدراسة، حيث تناول هيراريكية الأنواع السرطانية في المنطقة، التباينات المكانية بين نمط السرطان في المنطقة ونمطه في الدلتا ومصر وببعض أقاليم العالم النامية والمتقدمة، ثم دراسة التباين المكاني لأنواع السرطان في مراكز المحافظة، وبين الحضر والريف، ثم دراسة مواضع المرض، وأخيراً دراسة سرطانات الأطفال.
و خُصص الفصل الثالث لدراسة التحليل الزماني للسرطان في منطقة الدراسة، من حيث تطور معدلات السرطان في المنطقة، والتباين في سرعة التحول السرطاني، ومتوسط الفترة التي يمثل فيها المريض للعلاج، والإصابات الثانوية وتحليلها الزمني، وأخيراً دراسة التحليل الزماني لسرطانات الأطفال.
والفصل الرابع أُفرد لدراسة معدلات البقاء على قيد الحياة ووفيات السرطان، حيث تم تصنيف أنواع السرطان بحسب البقاء على قيد الحياة، ودراسة السرطان كسبب للوفاة في المنطقة، وعلاقة تحسن أمد الحياة بزيادة وفيات السرطان والبقاء على قيد الحياة، ثم دراسة وفيات الأطفال بالسرطان والبقاء على قيد الحياة.
وأخيراً جاء الفصل الخامس بعنوان نظرة مستقبلية لمكافحة مرض السرطان في منطقة الدراسة، ويتناول دراسة برامج مكافحة المرض في المنطقة وتبدأ بالوقاية، وذلك عن طريق تطبيق برامج الحفاظ على البيئة واستدامتها، وبرامج تعديل السلوك، مروراً ببرامج التحري والاكتشاف المبكر للمرض، وأخيراً العلاج وذلك من خلال دراسة مراكز العلاج المتوفرة في المنطقة ومدى القصور فيها وما تحتاجه لتطويرها.
ثم جاءت الخاتمة متضمنة أهم الملامح الرئيسة لمنطقة الدراسة وعوامل خطر الإصابة بمرض السرطان التي يواجهها السكان، وأهم التوصيات المقترحة لتحسين الأوضاع البيئية، والارتقاء بمستوى الوعي الصحي، حتى يمكن خفض معدلات الإصابة بهذا المرض.
أهم الصعوبات التي واجهت الطالبة:
وقد واجهة الطالبة العديد من الصعوبات أثناء إعداد هذا البحث وحاولتْ جاهده تذليلها وأهمها:
1) تعدد مصادر الحصول على البيانات من جهات عديدة وكل جهة تحتاج إلى موافقة، وعدم رغبة كثير من المسئولين والموظفين في التعاون مع الطالبة للحصول على الإحصاءات الطبية الخاصة بمرضى السرطان، خاصة فيما يتعلق ببيانات السجل السرطاني لسكان محافظة الغربية، وكذا بيانات حركة المرضى، والعمالة الطبية، والأجهزة الطبية المتوفرة بمراكز العلاج ومقدار العجز فيها، بحجة أنها سرِّية، وأن ذلك بناءً على طلب من وزارة الصحة، مما تسبب في إضاعة أَشْهُرٍ للحصول على بيان لا يستغرق الحصول علية ساعة واحدة.
2) عدم دقة الإحصاءات المتاحة خاصة المتعلقة بحالات الوفاة و أسباب حدوثها، وقد كان لتوزيع مراكز الخدمات الصحية الأولية ومستوي كفاءتها، السبب الحقيقي في عدم مصداقية هذه الإحصاءات، خاصة في الريف.
3) صعوبة الحصول على البيانات في معظم أقسام الأورام بالمستشفيات، لسوء حفظ السجلات وعدم توافرها، بالإضافة إلى أن البيانات في هذه السجلات على صورتها الخام، مما ألزم الطالبة القيام بتصنيف وتبويب المتوافر منها، لعمل المقارنات الإقليمية، وهو ما تسبب في إضاعة كثير من الوقت والجهد في سبيل الحصول على نتائج مرضية.
4) تبعثر المادة العلمية المتعلقة بالموضوع في العديد من الكتب والمراجع الجغرافية وغير الجغرافية، مما ألزم الطالبة إلى الخوض في العديد من هذه المراجع من أجل صياغة النتائج في إطار جغرافي سليم.
تحديد منطقة الدراسة:
تقع محافظة الغربية في القسم الشمالي من مصر ضمن إقليم وسط الدلتا، وتمتد أراضيها بين فرعي دمياط ورشيد بين دائرتي عرض 36- 30 5، 9- 31 5 شمالاً، وبين خطي طول 45- 30 5، 17- 31 5 شرقا، يحدها من الشمال الغربي محافظة كفر الشيخ ومن الشرق والشمال الشرقي محافظة الدقهلية، ومن الجنوب محافظة المنوفية، ومن الغرب محافظة البحيرة. شكل ( 1 )
يبلغ عدد سكانها نحو 4.011 مليون نسمة طبقاً لتعداد 2006، أي بزيادة قدرها نحو 607 ألف نسمة عن تعداد 1996، - جدول ( 1 ) - لتحتل بذلك الترتيب الثاني بين محافظات إقليم وسط الدلتا من حيث عدد السكان، والترتيب الثامن بين محافظات الجمهورية، حيث تتقدمها محافظات القاهرة (9.3٪ من جملة سكان مصر)، الشرقية (7.4٪)، الدقهلية (6.9٪)، البحيرة (6.5٪)، القليوبية (5.8٪)، المنيا (5.7٪)، الإسكندرية (5.6٪) ، في حين تبلغ مساحتها نحو 1943.2كم2 فقط.
أي أن منطقة الدراسة يسكنها نحو 5.5 ٪ من جملة سكان الجمهورية وذلك في مساحة 0.19٪ فقط من جملة مساحة الجهورية، لترتفع بذلك الكثافة السكانية إلى 2064.3 نسمة/كم2، ومن ثم تأتي المحافظة في الترتيب الثالث بعد محافظة القليوبية، القاهرة التي بلغت الكثافة السكانية بهم على الترتيب 3768.6، 2523.9 نسمة/كم2، وتتقدم محافظات وسط الدلتا.